Wednesday

مرمر زماني

يملأ كفي الضجر ... يطبق على صدري ... ويؤرقني السؤال ... ماذا يمكن أن يكون الترياق الذي قد يعكس هذه الحالة ويشعرني بشيء من الرضا
...
أيمكن أن يكون عمل جديد؟ حذاء جديد؟ قبيلة جديدة؟ كتاب جديد؟ زواج؟ أتقلب في الفراش بين كل هذه الاحتمالات التي يمكن أن تضع حدا لتذمري وسأمي وأتصور سيناريو مختلف لكل احتمال

...
عمل جديد؟
زملاء جدد، مكتب جديد، رؤساء جدد...تنقطع الصورة عندما استذكر كلام زميل سابق قد سبقني في الانتقال إلى عمل جديد " لم يختلف شيئا إلا أسماءهم وأعينهم"
...
حذاء جديد؟
اشتريت الأول ولم أشعر بشيء إلى أن أصبح عندي فائض في الأحذية ولم أشعر بشيء
...
قبيلة جديدة؟
أنتقل إلى وطن جديد؟ سأمضي زمنا أتيه بشوراعه وربما سيفارقني الضجر، ولكن ألم تصبنا العولمة وأصبحنا نعيش في قرية واحدة داخل حدود الـ Facebook!
أصبحنا نشرب القهوة نفسها ونردد الأغاني نفسها ونلبس الحذاء نفسه
وحدت طقوس القبائل كلها لا غريب لا مجهول لا إثارة
كلنا قبيلة واحدة نعيش إما للقتل أو للحب
...
فإذا كتاب جديد؟
أستسلم للضجر، يقيدني بسلبيته فلا أقوى حتى على النظر إلى مكتبتي المتواضعة التي بدأت تمتلأ بالكتب والأتربة..أخجل من كتاب جديد سأحرص على اقتنائه وسأتأخر كثيرا في الوصول إليه
...
زواج؟
يقول بأن ذلك غير وارد ولكني أقلب هذا الاحتمال بين جفني... يباغتني بالسؤال تتزوجنيني ؟ أتصور ردات فعل مختلفة... فأذرف دموع الفرح تارة وأكتفي بالصمت تارة أخرى.. وأحيانا أضحك بصوت مرتفع كالأطفال وأسرع لأخبر أمي وأصدقائي...ردات فعل مبتذلة (كليشيه) ... تقف الصورة هنا حتى أستقر على ردة الفعل الأنسب.. أسرق الأحتمال إلى ما بعد ذلك.. عرس كبير ... فرقة جاز... أمي وأمه ترحلان مبكرا ويرحل معهما أفواج تستغفر الله على عرس هو بدعة من الشيطان

...
ها هويطغي على المشهد يأتي جميل كطفل العيد، شامخ كجبال لبنان، واثق كأشرعة سفن الخليج ترحل له عيون كل من في العرس الشيطاني وعيونه هو مستقرة على المدخل منتظرا ملهمته...حبيبته وحلمه

...

أطل أنا فلتحق بي العيون ولا أذكر إلا عيناه ... لا تظهر طرحتي في المشهد ... تغيب صورتي في سيل دافق من الأحساسيس التي تغمرني وأنا أراني في مقلتيه الخاشعتين، أعلق هذه اللحظة في ذهني وأنهم منها رشفات من السعادة والخدر...اللحظة تحضرني وتحاصرني وأنا مستلقيية هنا ، ها قد بلغت قمة الصفاء والرضا ،فأنت لي الآن ، أنت لي هنا فوق الندى، أمشي وأنت تحت قناطر من غيوم ، نسابق النجوم ونرقص على صوت Abbey Lincolin “Throw it Away”
...

تغادر اللحظة أناديها ويرتد لي الصدى ! وتعود الصورة، الأحداث تتسارع ... أنا وأنت في غرفة صغيرة، تصحو من النوم و تلتزم الصمت... يستقل كلا منا سيارته ونأخذ وجهتين مختلفتين (وأنت ما زلت صامتا)، تنقضي الساعات التسعة الأولى من يومنا، نعود ونلتقي عند الغرفة الصغييرة في صمت...الطعام جاهز في الغرفة المجاورة... نتجاذب أطراف الحديث أثنا الطعام، بالطبع نتحدث عن مواضيع تدور حول عملنا، مشاكلنا ... تأوي إلى الفراش لتقضي ساعتين في النوم ومن بعدها ساعة في الصمت... قد نتواصل ليلا..نأوي إلى موتنا ونبعث مجددا في يوم جديد/قديم
أنا أشكي ضجري وأنت تشكو ضجري

...

!!!الموت؟؟ ماذا لو كان الموت حياة وضجر في فضاء آخر

Sunday

حوار بين امرأة لن تكون ومرآة


أخيرا، وبعد إسكات المنبه وتأجيل موعده لتسعة دقائق في المرات الخمسة التي على فيها صوت فيروز "أعطيني الناي وغني". (وكنت في كل مرة أسكته قبل أن تكمل فيروز "فالغنى سر الوجود")، قررت بأن أترك الفراش كي استعد للذهاب إلى العمل، لم آبه إلى تأخر الوقت بل على العكس أزلت الغطاء بتكاسل وجلست على حافة السرير لدقيقة أخرى، ومن ثم توجهت لأغسل وجهي وإذ بي أنظر إلى نفسي بالمرآة وأحدثها عن كل ما يمكن أن يقال ولا يجب أن يقال:

كأن أقول للعامل في محل القهوة الذي اعتدت ارتياده في كل صباح في طريقي إلى العمل، إطراءاتك المتكررة وتذكيرك لي باسمك"دايفيد" لن يفيدك شيئا بل بالعكس أصبح وجودك في محل القهوة هذا مزعجا وسأضطر لتغيير وجهتي صباحا حتى لا تراني ولا تتأملني ولا تحلم بأننا ممكن أن نكون


أو كأن أقول لأمي، أنا لست تلك البنت التي تختالين بها المترفعة عن كل
خطأ "وفقا لمعاييرك" أنا كل ما لا ترغبين به أن أكون...لذا فلتلتزم الصمت إذا ما جالستي الجيران ولا تشاركي بالحديث عن هذه أو تلك، فابنتك التي تثقين بل توقنين بأنها غير قادرة على الانحراف عن المسار الذي خطه مورثك لها قد شتت عنه ولم تعد تراه أو تذكره من حيث هي الآن


أود أيضا أن أقول لصديقتي التي تتألم على
فراقه، بأنه لن يعود وبأنك ستألمين لوقت طويل وستتألمين أكثر كلما تذكرتي ذلك الشيء الذي سلبك إياه (الأمل، الغباء، ما يسمونه حب، براءة أو غيرها) والذي لن تملكي أن تقديمه لمن يمكن أن يأتي بعده، وسأقول لها بأن من سيأتي بعده حتما سيبدو أجمل في البدايات ولكنه سيأخذ ملامح وجهه هو بعد زمن وسيختفي ربما لبس جسديا ولكنه سيختفي



كما أود أن أقول للاتي ينتظرن يوم العرس المشهود أنه قد يأتي ولكن لن
يجيء بذلك اللاتي لطالما انتظرتموه


أود أن أقول لأبي كم أخطأت في حقنا،
وكم أمقت أنك لا ترى هذا ولكن كيف لك أن ترى فأنت رجل وأكثر شرقي.. كيف لك أن تخطأ


أود أن أقول لذلك البعيد الذي ينتظر مني مجرد ابتسامة رمزية في رسالة
قصيرة، أنا لا أستحق هذا التعظيم والاهتمام، فهنا رجل غيرك يفتش عن معدات قياس مبتكرة ليتأكد من إبقائي على مسافة محددة وأي خطوة أقرب ستولد عنده منظومة دفاع خارقة قد تطردني إلى خارج حدود الأوزون



أود أن أقول لكل من يعرفونك
ويعرفوني.. بأن هذا هو حبيبي


أود أن أقول لمن أصبحت صديقتي وكانت قد شاركتك
الفراش يوما.. بأن هذا حبيبي



أود أو أقول لصديقاتك اللاتي لا ولن يعلمن
بي.. بأنني أنا هي تلك التي لم تسمعونه يتحدث عنها ولكنكم لا بد أن أحسستم بها وأنتم تواصلونه كل يوم.. كل ساعة


!
أود أن أقول لك.. بأن كل ما تحاول
منطقته هو غير منطقي وأنا لا أؤمن به


وبأن إخفاءك لصداقتك عني أمر
يعنيني و يحزنني



و إخفاءك لعلاقتنا أمر يعنيني و يحزنني



وإصرارك على الانتهاء وحيدا أمر يعنيني و يحزنني



واستمتاعك
بالسفر وحيدا أمر يعنيني و يحزنني


وتظاهُرك بالصلابة وصراعك الدائم مع ما تشعر به نحوي
أمر يعنيني ويحزنني


أود أن أقول لنفسي بأنك ستنتهين وحيدة وستكرهين ذلك وبالتالي ستكرهينني على ما اتخذته وما لم اتخذه من قرارات

***


أطُل علي من الجهة الأخرى للمرآة مقاطعة: هل أنت قادرة على مواجهتهم ومواجهته بكل ذلك الغضب والقسوة وعدم الرضا والأنانية، هل أن قادرة على مواجهتهم ومواجهته بتلك الروح المحمومة... هل تعين ما تودين قوله؟

أُُجيبني وقد رُسمت ابتسامة صفراء على وجهي وأقول، أمازحك، لا بد وأنني قد
أبصرت حلما مزعجا، أو ربما السبب هو دورتي الشهرية أو بالأحرى الشيطانية التي تأتي لتضخ في رأسي تلك الأفكار المسمومة..


أنا جميلة وصديقة وابنة صالحة و حبيبة قنوعة


أنا أعشق الحياة وأحبك بكل ما لا تفعله، وأنا أقدر لطف الناس ودايفيد


وأنا سعيدة بالاستماع لأحلامهم و همومهم البسيطة وبكل ما قد أقدمه من إجابات حتى وإن لم تكن كافية


تجبيني تلك التي تحاورني في المرآة: إذا فاطردي من رأسك كل ما يمكن أن يقال وترشفِ الحياة يوما ويوم جديد وآخر يليه إلى أن يباغتك النوم!

تعجبني الفكرة فأغسل وجهي، ومن ثم أمغمض بغسول فم لاذع ذو رائحة زكية وقوية وأعيد الكرة مرتين أو ثلاثة وتضيع امرأة لن تكون في المرآة فأسترد وعيي/غفلتي وأمشي بقرب الحائط لأمارس طقوسي اليومية/ الأبدية....شكرا دايفيد!

Saturday

....كيميا

يبدأ الشهر بشكل بيروقراطي، نأكل، نلتقي، نعمل، ننام، نسأم. لا شيء يدعو للفرح، لا شيء يدعو للحزن، لا شيء يدعو لشيء، بشكل تلقائي نأكل، نلتقي، نعمل، ننام ونسأم. ربما ما يميز اليوم عن الأمس هو اختلاف لون حذائي، حتى الطريقة التي أنتعله فيها لم تختلف، اليمنى ومن ثم اليسرى ! لا شيء يميز اليوم عن الأمس إلا لون حذائي..
***
يخترق الشهر حركة دادية تظهر كأعراض ما قبل الطمث في منتصف الشهر، يصاحبها أحداث أبرزها ضجر، أفكار متورمة، حماس مترهل، ثقة بالنفس شبه منعدمة، في هذه الفترة لا مجال إلا للأفكار السوداوية لا مجال إلا نظرية التآمر، لا مجال للثقة، في هذه الفترة يختل نظام الكون فيصيبنا الجشع والبلاهة
نأكل بنهم
ندخن بشراهة
نبكي لقصة حب سبق وأن سخرنا من سفاهتها
يضيع اليوم في محاولة لانتقاء لباس يخفي تورم ثديي وفوضى أفكار تستحوذ على ولا أفهما
***
يشرف الشهر على الرحيل فتتفاعل أحداث منتصف الشهر مع محلول الروتين اليومي لتنتج مركب معقد (معقد جدا)، شديد الحساسية وقابل للانفجار،وما أن يتأثر هذا المركب بأية عامل نشط (أو غير نشط) حتى ينفجر منتجا زخم من الطاقات، فيبدو كل شيء ممكنا....ويبدو كل شيء مختلفا
الحلم ممكنا وكذلك السفر
الشعر أعذب و الموسيقى أعلى
الحب طاقة
السهر راحة
والأصدقاء متعة أكثر منهم حاجة

وأنت ...تبدو أقرب وأجمل
***

يذبل الشهر فلا يبقى من الطاقات إلا رماد يتلاشى مع بداية الشهر الجديد ...ومن جديد نأكل، ونلتقي، ونعمل ، وننام ، ونسأم

Wednesday

جواز سفر

جوازَ سفر ملطخة أول صفحاته بتوقيع لواء متهم بالدم والغدر، يتوسطه إقامة لبلاد الأرض جميعا، وفي ذيوله بقايا أحلام متصدعة
!
تمنح تلك الوثيقة أصحابها العديد من المزايا، نتقيأها هنا على سبيل التخلص من الغثيان الذي أصابنا بفعل ذلك المسلسل الذي سأمنا ننتظر وجدودنا وربما أرحامنا حلول آخر حلقاته
!
هو المسلسل نفسه، الأبطال لم يتغيروا كثيرا، النص والإخراج وحتى الحوار كذلك لم ولن يتغيروا (ربما!)، حتى أن المخرج يبهره ذلك النجاح الساحق الذي يحققه نفس المسلسل في كل مرة، فهو لم يتوقع استقطاب تلك الحشود المشاهدة الشاهدة المظللة بمجرد تعديل طفيف للأدوار، أو تغيير العنوان، أو تخصيص البطولة لنجم جديد في هذا الزمن أو ذاك
!
استدعي لحضور العرض غير المنقطع كل من امتلك تلك الوثيقة التي اسود احمرارها مؤخرا معلنة الحداد الأزلي على شهداء أرحامنا، ومنذ العرض الأول والجمهور ما يزال تحت قدم الاختيار، مثلهم كمثل قوم نوح من ركب معه هو آمن ومن قرر خلاف ذلك فالغرق سيطال به لا مفر
!
يبدأ العرض بكلمة للمخرج "يا أيها الجمهور الكريم لقد أرسلنا عليكم الوحي الناطق بلسان عربي فارسي فرنسي روسي إيطالي أمريكيي إسرائيلي بأن أرحلوا أبدا أو ابقوا وكونوا خلفاءنا، فأنتم دائما مخيرين مسيرين، إما استعمار أصولي بعثي قومي جار، أو براثن عدو الجميع تتربص لتفترس أجسادكم الطرية (أنتم فقط)، إما أقلية أم أكثرية، إما معارضة أصحبت سلطة أم موالاة أصبحت معارضة، إما ثلثين أم ثلث عاطل، إما الشارع أم المهجر
!
هكذا كانت الحشود مجبرة على اتخاذ موقف من لبانيتها، فمشهد "أن تكون لبنانيا فقط" قد تم حذفه، واستبدل بمشهد لبناني ...وحزبي؟ وطائفي؟ ومغترب؟ومهجر؟ أو غيرها من الإضافات التي كان لا بد منها لتضفي نكهة على المشهد بكل أو إحدى تلك التوابل التي لا تسمن ولا تغني من جوع ..أو ربما هي تفعل
!
هلل البعض للحرب الأزلية وأعدوا ال9 ملم وحملوا صور أبطال مسلسل التشويق والقتل، أم الباقي فانقسموا بين مهاجر تقرحت أحلامه كما انتماءاته وهو في انتظار "النهاية" لبداية أدنى حدود الوطن، أو مشاهد مخلص كفر الوطن ونفض ما علق به من غبار الصمود، يشتهى الرحيل كما تَشتهى البكر ليلة عرسها
!
أما أنا ومنذ بزوغ الوطن فيني وجدت نفسي في العدم، أحب الليل، يأتي لكي يستر علي عورة انتماءاتي المتخبطة، منذ أن تهت هنا في صحراء أجبروني على اتخاذها ملاذا، وكأنها تأتي في مغلف واحد مع كل الأشياء الأخرى التي ألصقت بي حين اختتم قيد العائلة ببنت أخرى، زفت لأبيها ببكاء النسوة ناحبات بحدوث كارثة أخرى تضاف إلى الكوارث الخمس اللاتي سبقنها
!
وأنا مازلت هنا أناجي تلك الصحراء التي احتضنت ذكرياتي وحماقاتي وبراءاتي ورعونة شبابي، التمس منها العفو على خياناتي، فأوصالي كشمسها الحارقة، ملتهبة بالشوق والحنين لوطن لا يرغب بي بقدر ما احتضنتني هي، ولكن الحلم بلقاء أزلي يجمعني به (هو) يباغت منامي في كل ليلة، ويأتي في كل صباح ليسلط الضوء على جفاءِ وجفاف كل محاولة مني للانتماء إليها ...وأحيانا إليه
!
والآن سأغمض عيني على الحلم بالهجرة عائدة إليك، أزم جفني بإحكام لأرى ملامح حواريك، حاناتك، مسارحك، لكي أشم تراب أرصفتك، الوقود الغالي الرخيص المحترق من مؤخرة السيارات، وزهر الليمون الجنوبي، أرى وجه جدتي التي تبدو خطوط الكبر عليه أعرض في كل مرة أعود فيها، أصغي لخالتي تحدثني عن مغامراتها مع الجيران، وعن علي الذي لم يقرر الزواج بعد
!
.أفتح عيني مجددا لتبقى تلك الرؤيا متعلقة بأهدابي . أتذكر أن الإيمان لا ولن يكون إلا بك
أستغفرك! وسأبقى مخدرة بعشقك، وسأبقى ...مترنحة بنشوة لقاءنا الأخير، وسأبقى... متوهجة بالأمل للقاء قريب. جافيني كما يحلو لك لن تستزيدني إلا هياما وتصوفا، وتمعن بتعذيبي وإقصائي فقد غدا الألم مستساغ كالحلم، وابصق بي بعيدا.. بعيدا جدا لاشتد التصاقا بك
...
ساعة الصفر إلا شارع، تشرين الثاني 2006

Thursday

أن تحبي شاعرا

لفت انتباهي مقال في إحدى الجرائد تحدثت فيه الكاتبة عن طبيعة علاقة الشعراء بزوجاتهم، " أن تكوني زوجة شاعر" كان ذلك هو عنوان المقال. لم أكترث للزاوية التي ركزت عليها الكاتبة في الطرح ولكن فكرة العلاقة بين المرأة والشاعر أثارت انتباهي.

لذا حاولت في الأسبوع الماضي أن أترجم رؤيتي لحالة الحب تلك، ولكن أفكاري المشتتة (دائما) حالت بيني وبين كتابة موضوع للعنوان الذي أطلقته على مدونتي المتخبطة مثلي تماما

...اليوم، قررت إعادة المحاولة

أن تحبي شاعرا
يخيل لي بأن أكثر ما يستسيغه ذلك الشاعر المحب هو الشلل الذي يسببه للمرأة في حياته (لا قصائده)، فهو يستمع بتلك المنافسة التي يخلقها لحبيبته مع كل مرة يستثمر فيها المرأة في الحرف؛
فيبحر في مخيلته المعتقة بطيات جسدها ويغدق من ذاكرته العبقة بموروث شعراء كانوا منذ كانت اللغة، ليخلق بكل ما أوتي من بلاغة وايروتيكا وخيال، امرأة لونها يختلف باختلاف حالة الحب في مخاض هذه القصيدة أو تلك

... وبعدها
يعود هو إلى تلك الراحة التامة التي عهدها مع نفسه مثقلا بنشوة إبداعه الأخير
وتهيم هي في سعادة مطلية بماء الغيرة والشكوك، بحيث تتجدد الاستحقاقات نفسها مع حلول كل قصيدة؛
هل هي أنا ؟
أم هي امرأة كانت أو كائنة؟
أو أنه مازال منتظرا لأن تكون؟
!! ألست أنا؟ ولكن لما لا يروي عن روعتي وحبي في كل قصائد عشقه؟ على الأرجح هي أنا، فهو يحبني... ولكن هي لا تشبهيني تماما

نعم! أن تحبي شاعرا هو أن تصابين كما أصبت أنا بعمى الألوان؛
فأنا المرأة والوطن والغباء والحلم والرغبة
!أنا الشبق والأمل والحب والجوى أنا أيضا الألم

و الشاعر ليس كأي رجل فهو استثنائي لدرجة الألوهية وذلك من خلال قدرته على الخلق بفعل عصا حرفه السحرية؛
فإن رحلت خلق لنفسه امرأة مثيرة على جميع الأصعدة
وإن تغرب اتخذ بلاد العجائب وطنا
حتى وإن أثقلت معدته حالة ما تقيأها قصيدة جديدة تعينه على خلق نقيض الحالة التي دفعته إلى الكتابة

فلكي يحبك شاعرا؛
فقد اعتنقت الإيمان بهذا الإله (وبك) لدرجة مكنتك من التغاضي عن تلك السمراء التي أرقت منامه وهو يرسم إبداعات المرأة فيه قصيدة وتخليت عن حاجتك الأنثوية لاختزال علاقة شاعرك الحبيب بالمرأة، عليك أنت فقط! على عكس ما وعدتك به روايات العشق وأفلام الغرام وتنازلت عن الفوز بدور البطولة المطلقة في واقعه وأدبه

...وأخيرا! أن تحبي شاعرا فأنت هي تلك المرأة الخارقة التي استراحت بالعاطفة وتحركت بالعقل

!أحبيه واستمتعي بغباءك

Tuesday

خرابيش

لا أقوى على الكلام لذا سأكتب بعضا من هبلي
!اعذوروني

:من الرجال
رجل لا يكف عن التحليق عقيدته "الأنا" فلسفته "الوجود أو عدمه" ينتفض من أي شيء وكل شيء يسخر ويسخط ويحقد على كل شيء إلا "الأنا"
هذا الرجل يأله حريته وحقه بامتلاكها
يعي تمام كم هو استثنائي، وعلى الرغم من أن استثنائيته تهدد وتستفز وقد تؤذي كل من حوله إلا أنه لا يأبه ويعتبر هذا خطأ عليهم ويجب أن يتعاملوا معه كما يحلو لهم
هو، أدمن الوحدة واقنع بها حتى وإن ألحت عليه حاجة ما دخل معها في صراع يخرج من منتصرا في الغالب

المرأة بالنسبة لهذا الرجل مادة شعرية وعلى الرغم من كونها حاجة لا يستطيع إنكارها فهو يسخط على نفسه التواقة إليها
إن نجحت هي باختراق الشريط الأزرق الذي خطه لقلبه تحصن خلف أسوار الصين العظيمة وأطلق صورايخه المضادة ومن ثم أغرقها بآلاف من المناشير التحذيرية مضمونها
أنا كما أنا ولك الخيار سيدتي بأن تبقي أو ترحلي، لك كل الحق في أن تحلقي عاليا وحتى بعيدا إن أردت

لا لمن يريد إملاء رغباته علي! لا لمن يريد فرض نفسه على حيز استقلاليتي
أنا لا أركع للعاطفة
أنا أذلل القلب والعقل
أنا أخلق عالما أتربع فوق هامته مشرعا كل القوانين
أما هي فلها أن تبقى أو ترحل
!ولي حرية الألم ربما


:من الرجال
رجل يرفض التحليق أو حتى التفكير أصابت عقله تخمة الرجل
يعتقد بأنه "الحق" من عند الله وأن الخالق استجاب لدعوته فخلق له المرأة له أن يعبث بها كيفما شاء
هذا الرجل مثقل بالخنوع والاستسلام
مثقلا بموروث أببه وجده ودينه
هو لايسأل ولا يشكك ينساق لم ألف عليه أبيه من عقيدة وهراء كما ينساق القطيع لأنغام الراعي
لسي سيد هذا كل سؤال كفر وكل إجابة لسؤال هي أن الله إن أراد شيئا إن ما يقول له كن فيكن
المرأة معه عابدة سابحة ذاكرة شاكرة لفضل فحولته
وإلا فهي عـــــــــــــــــــــــــــــــاق

:من الرجال
رجل -كول- كما يقال، أي غربي شرقي أخذ من الغرب القبح كله ومن الشرق القبح كله
كل ما يشتهيه هو مباح وكل ما ترغب به هي حرام وتطاول
له أن يعربد ويعبث بجميع نساء الأرض باستثناء من اختارتها الماما لتكون له زوجا أو بالأحرى وسيلة لحفظ النسل الكريم
!كما له أن يصلي و يصوم فيكون بذلك مرضيا لأبويه وعلى صراطهم المستقيم

:ومن الرجال أنت
أما أنت... أنت
!

Wednesday

مبتدأ منصوب بالضم

:سُألت بالأمس لما لا أكتب أكثر في مدونتي وأكتفي بالمتابعة والتعليق على كتابات نوعية في مدونات الغير، لمن سألني أقول
أنا لا أملك القدرة أو الحق لأكتب أكثر، فما ورد مني في هذا الحيز ما هو إلا ترجمة لتخبط الوهن بالانكسار واختلاطه مع كثير من الحرقة والغضب وقليل من الأمل، تفاعل كل هذا ليشكل محلولا ثقيلا ثقيلا أشعرني بالغثيان و كانت هذه المدونة لتفرغ ما أشعر به، لعلي أجد بعض الدفء من خلال سردي لنفسي
بدأت بكتابة فكرة راودتني بعد أن تغير مفهوم الوجود والخلق لدي ومعه تغير مفهوم العدم والحب والرجل والوطن وقوانين الكون وأشياء أخرى تحول دوني ودون نفسي. فأنا لم أعد أطيق تساؤلاها و تخبطها
وأذكر كم ترددت في الضغط على زر النشر الذي سيطلقني في فضاء يحلق فيه أناسا استثنائيين يكاد يندر وجودهم حيث أكون وحتى الآن
يراودني الشعور نفسه في كل مرة أود فيها أن أنشر شيئا مني، وكأنني بذلك ألتمس الدخول إلى أخوية سرية ولتأكد من صدق إخلاصي يتوجب علي أن أندر نفسي للأخوية بغرز سكينا في يدي وتقديم دمي قربانا لأمناء السر اللذين توجوا أسيادا بفضل تطويعهم وتذليلهم للحرف واللغة
:لمن يسأل أو يتساءل
كامرأة أنا جديرة بالاهتمام كله، ولكني أخاف كثيرا التطاول على اللغة، أخاف كثيرا من أمناء السر المتخفيين بقناع أسماءهم المستعارة، أخاف نقدهم اللاذع ، أخاف تجاهلهم كما أخاف أن يقللوا من شأن حرفي الذي ربما نُصب في حين وجب أن يرفع أو ضم في حين وجب أن يفتح، ولكنه حرفي وأخاف عليه أن يعدم
:لما تجرأت على الكتابة إذا
منذ زمن ليس ببعيد انهارت كل قناعتي الغبية وتلاشت أحلامي التي توارثتها من جدتي فأمي فأختي حتى وصلت إلي في سن مبكر من ظهور المرأة فيني، واقتنعت حينها أن هذه هي أحلامي فارتكبت في سبيلها عددا لا يغتفر من الحماقات التي عادت علي بحصاد وفير من الإخفاقات وخيبات الأمل، إلى أن اعتراني الزلزال ليهزني حتى العمق واستدركت حينها بأني أعكس صورة لا تشبهني وأني أقاتل من أجل رغبة لا أريد إدراكها و مع مخلفات الطوفان الذي لحق الزلزال طفت كثير من الأسئلة على صدري دفعة واحدة كادت تخنقني وبدأت تنفجر من حولي كحقل قمح زرع عشوائيا بالألغام يعبره طفل على غير هدى في محاولة يائسة للوصول إلى أترابه في أخر الحقل
نشب صراعاً بيني حينها وبين ما أريد أن أكون عليه، أقاتل لكي أطرد مني شوائب مجتمعاتنا الجاهلة
أقاتل لأتحرر من قيودي وأحلق عاليا وبعيدا
أقاتل لكي أقوى على التخلي عن صدر أمي الحنون الممتلئ بحليب البساطة والأخذ بالمسلمات
أقاتل وأستشرس لأفهم ما ولما يجري ما يجري من حولي
عزمت على أن أخلق لنفسي موروثا جديدا يقوم على رؤية كونية متحررة من كل قيد سياسي أو إجتما عي أو فكري أو ديني، وحرصت أنه لا بد أن يشمل هذا الإرث كتابا جيدا وموسيقى راقية وأناس نوعيين وإن قلوا
ومن خلال رحلتي لإعادة صياغة أفكاري ومبادئي ووجودي و حريتي وكلي وجدت نفسي أخطو فوق كوكب يطلق عليه البلوغ وعلى هامته وجدت أناسا مثيرين للجدل والاهتمام، وجدت رواسب تجارب وأحاسيس لم استغربها، وجدت رموزا وطلاسم تترك في نفسي انطباعات عن صاحب هذا الاسم المستعار أو ذاك. وحتى الآن وكلما قرأت وراء هؤلاء شعرت باستحياء من الكتابة واكتفيت القراءة بصمت إلى أن تستفز صمتي بعض النصوص النوعية فأعلق بانعكاس تلك النصوص فيني
:الخلاصة
أنا أكتب نادرا وأقرأ كثيرا وأعلق أحيانا وذلك حتى لا أتقيأ دما وألما وقتلا وتشريدا وخرابا ونزوحا وخزيا ووهنا وغضبا وأشلاء وقرحا ودخانا وأرقا وضياعا وقلقا وخوفا ودمارا وشللا وعجزا ودمعا وفقدا وحرقة
أنا هنا أتلمس مما تكتبون بعضا من الأمل والطمأنينة و كثيرا من المتعة التي تبثها لغتكم الجميلة المكللة بغموض صاحبها

Sunday

قانا

لم يكترث لبراءة أعوامها الخمس، داهمها وهي نائمة ليحشر آلته ببراءتها

استلذ بعهر بطراوة جسدها الأسمر وشعرها العبثي وبساطتها القروية

وعاود الكرة يفرغ ما تبقى من عهره بأجساد الفرية كلها

فاقت قانا على رائحة الموت والعار

رائحة كادت تمحي أثرها الأعوام العشر التي انقضت على عناقيد العربدة والغضب

وتجمع أهل القرى جميعا يستغيثون بأن يدان المغتصب ويزجر

تجمع أهل المدن جميعا يستنكرون ويطالبون بأن يدان المغتصب ويزجر

تجمعت بقايا الإنسان في أهل الأرض جميعا تناشد بأن يدان المغتصب و يزجر

!وهل يدان أو يزجر

هل يدان من اتخذ من القواد حليفا

أوهل يزجر من اعتنق مص الدماء سياسة ووطن

وعليه

سيحضر الطبيب الشرعي بعد قليل ليكشف على قانا حاملا بابن حرام

وسيقترح القواد تسوية يزعم بأنها ترضي كلا الطرفين،هي بالأحرى لمصلحة المغتصب

...و ليستر على ما تبقى منا

!سيقبل البلد

Saturday

رذاذ وردي

أطفال فأشلاء فرذاذ وردي يتصاعد من بين حقول قمح صامدة كالجنوب
ويسافرإلى بيروت بين ثنايا نازحين عراة إلا من كرامتهتم وهتافتهم للسيد
أهذا ما يسمونه نصر؟

Tuesday

إمرأة لن تكون

المرأة الخارقة ....Super Woman

أود أن أعيد صياغة نفسي
فأخلق إمرأة تستريح في العاطفة وتتحرك بالعقل

هل أنجح؟