Wednesday

مرمر زماني

يملأ كفي الضجر ... يطبق على صدري ... ويؤرقني السؤال ... ماذا يمكن أن يكون الترياق الذي قد يعكس هذه الحالة ويشعرني بشيء من الرضا
...
أيمكن أن يكون عمل جديد؟ حذاء جديد؟ قبيلة جديدة؟ كتاب جديد؟ زواج؟ أتقلب في الفراش بين كل هذه الاحتمالات التي يمكن أن تضع حدا لتذمري وسأمي وأتصور سيناريو مختلف لكل احتمال

...
عمل جديد؟
زملاء جدد، مكتب جديد، رؤساء جدد...تنقطع الصورة عندما استذكر كلام زميل سابق قد سبقني في الانتقال إلى عمل جديد " لم يختلف شيئا إلا أسماءهم وأعينهم"
...
حذاء جديد؟
اشتريت الأول ولم أشعر بشيء إلى أن أصبح عندي فائض في الأحذية ولم أشعر بشيء
...
قبيلة جديدة؟
أنتقل إلى وطن جديد؟ سأمضي زمنا أتيه بشوراعه وربما سيفارقني الضجر، ولكن ألم تصبنا العولمة وأصبحنا نعيش في قرية واحدة داخل حدود الـ Facebook!
أصبحنا نشرب القهوة نفسها ونردد الأغاني نفسها ونلبس الحذاء نفسه
وحدت طقوس القبائل كلها لا غريب لا مجهول لا إثارة
كلنا قبيلة واحدة نعيش إما للقتل أو للحب
...
فإذا كتاب جديد؟
أستسلم للضجر، يقيدني بسلبيته فلا أقوى حتى على النظر إلى مكتبتي المتواضعة التي بدأت تمتلأ بالكتب والأتربة..أخجل من كتاب جديد سأحرص على اقتنائه وسأتأخر كثيرا في الوصول إليه
...
زواج؟
يقول بأن ذلك غير وارد ولكني أقلب هذا الاحتمال بين جفني... يباغتني بالسؤال تتزوجنيني ؟ أتصور ردات فعل مختلفة... فأذرف دموع الفرح تارة وأكتفي بالصمت تارة أخرى.. وأحيانا أضحك بصوت مرتفع كالأطفال وأسرع لأخبر أمي وأصدقائي...ردات فعل مبتذلة (كليشيه) ... تقف الصورة هنا حتى أستقر على ردة الفعل الأنسب.. أسرق الأحتمال إلى ما بعد ذلك.. عرس كبير ... فرقة جاز... أمي وأمه ترحلان مبكرا ويرحل معهما أفواج تستغفر الله على عرس هو بدعة من الشيطان

...
ها هويطغي على المشهد يأتي جميل كطفل العيد، شامخ كجبال لبنان، واثق كأشرعة سفن الخليج ترحل له عيون كل من في العرس الشيطاني وعيونه هو مستقرة على المدخل منتظرا ملهمته...حبيبته وحلمه

...

أطل أنا فلتحق بي العيون ولا أذكر إلا عيناه ... لا تظهر طرحتي في المشهد ... تغيب صورتي في سيل دافق من الأحساسيس التي تغمرني وأنا أراني في مقلتيه الخاشعتين، أعلق هذه اللحظة في ذهني وأنهم منها رشفات من السعادة والخدر...اللحظة تحضرني وتحاصرني وأنا مستلقيية هنا ، ها قد بلغت قمة الصفاء والرضا ،فأنت لي الآن ، أنت لي هنا فوق الندى، أمشي وأنت تحت قناطر من غيوم ، نسابق النجوم ونرقص على صوت Abbey Lincolin “Throw it Away”
...

تغادر اللحظة أناديها ويرتد لي الصدى ! وتعود الصورة، الأحداث تتسارع ... أنا وأنت في غرفة صغيرة، تصحو من النوم و تلتزم الصمت... يستقل كلا منا سيارته ونأخذ وجهتين مختلفتين (وأنت ما زلت صامتا)، تنقضي الساعات التسعة الأولى من يومنا، نعود ونلتقي عند الغرفة الصغييرة في صمت...الطعام جاهز في الغرفة المجاورة... نتجاذب أطراف الحديث أثنا الطعام، بالطبع نتحدث عن مواضيع تدور حول عملنا، مشاكلنا ... تأوي إلى الفراش لتقضي ساعتين في النوم ومن بعدها ساعة في الصمت... قد نتواصل ليلا..نأوي إلى موتنا ونبعث مجددا في يوم جديد/قديم
أنا أشكي ضجري وأنت تشكو ضجري

...

!!!الموت؟؟ ماذا لو كان الموت حياة وضجر في فضاء آخر

3 comments:

Anonymous said...

Hello. This post is likeable, and your blog is very interesting, congratulations :-). I will add in my blogroll =). If possible gives a last there on my blog, it is about the Vinho, I hope you enjoy. The address is http://vinho-brasil.blogspot.com. A hug.

الملا ابن قنب الهندي said...

ابحث عن حذاء جديد
كم افتقد هذا العنبر
اذا كنت حية
تسعى
اكتبي شيئا
لا احب الذكريات

Anonymous said...

(لماذا تلتزمين بالصمت عندما يطلبك أحد للزواج!الزواج فرحة كبيرة بدايته سعادة عندما يجتمع الحبيبان تحت ظلال المودة والرحمة ويهنأا بالحب الصادق المخلص وتدوم الحياة)